اكتب بقلبي لا بقلمي وأتمنّى أن تصل آخر كلماتي الى قلوب أحبّائي
الدّنيا محطّات أجمل ما فيها اللقاء وأصعب ما فيها الوداع ، ولكن الذكرى هي الرباط
وصل القطار الى آخر محطة في طريق طويل عبرته مع إخوة وأحبّة في رحاب المقاصد ، الأم الرؤوم، التي تعلّمنا منها وفيها ومعها كيف يتجلّى العطّاء الصّادق بأبهى معانيه. فغرست فينا ولاتزال قيم المحبّة والولاء الخير
محطّات تلو محطّات، نشأنا ...ترعرعنا وكبرنا في رحاب هذا الصرح الشامخ في جو مفعم بالمحبّة والرغبة والإرادة في الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة بجدية وصدق وتعاون بين صخب حاضر سريع ومتغير وذكريات ماض جميل، رحت أتجوّل فلم أجد سوى أيّام مضت من حياتي ، كانت بالنسبة لي من أروعها وأحبّها إلى قلبي، سنين حب وامل ، سنين عطاء وعمل، سنين جد وإجتهاد
شريط ذكريات يطول ويطول ليحكي قصة نجاحات وانجازات لاتختصرها الكلمات. سنوات طويلة جمعتنا برفقاء درب اصيلين كأصالة مؤسّستهم لا تغيّرهم امواج البحر، ودّعنا أجيالا مقاصديّة واستقبلنا أخرى، عشنا معهم أحلامهم وطموحاتهم وآمالهم وأوجاعهم. جمعتنا أصالة ومودّة ورسالة راقية سامية ، تستمد صدقيّتها وقوّتها من تعاليم ديننا الحنيف ، وتقتدي بهدي نبيّنا المختار محمّد صلّى الله عليه وسلم
واليوم أغادر المقاصد وقلبي تغمره مشاعر ممتزجة بين حزن على الفراق وفرح لأنّ المقاصد باقية بقيادة حكيمة و بسواعد شباب طموح واعد اختار أن يكمل المسيرة ويواكبها بكل ماهو جديد لتنهض مؤسّستنا وتكون قادرة على مواكبة متغيرات العصر
أحبّك مقاصدي وسأبقى مع كلّ نبضة قلب ، حبّ حقيقيّ يدوم أبد الدهر ويبقى في الوجدان والصميم
شكراً لكلّ من مدّ يد العون لي وعلّمني حرفاً وحِرفة وتقنية
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فالحمد والشكر لله ولكم شكراً لتلك الصّداقة القويّة المتينة كالجبال الرّاسية التي لاتهزّها الرّياح الشّديدة والتي إن شاء الله ستبقى مستمرّة لأنّ أساسها مبنيّ على الوفاء والإخلاص
بوركت مقاصدي
شكراً مقاصدي
No comments:
Post a Comment